بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فان الحياة السعيدة هي الهدف الأسمى لكل إنسان وقد اختلف الناس في مفهوم السعادة فبعضهم يرى ن السعادة بجمع المال، وبعضهم يراها في صحة البدن والأمن والاستقرار، وبعضهم يرى أن السعادة تكون في المسكن الواسع والمآكل اللذيذة والزوجة الصالحة، وبعضهم يرى السعادة في التفنن بالمأكولات اللذيذة، وبعضهم يرى السعادة في حصول الرزق الحلال والعلم النافع، وبعضهم يرى السعادة في الإيمان الصادق والعمل الصالح.
ولا مانع من دخول كل ما ذكر في مفهوم السعادة.
ويلاحظ ن السعادة تنقسم الى قسمين:
1- سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود.
2- وسعادة اخروية دائمة لا انقطاع لها وأن السعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة وأن الكاملة في الدنيا والآخرة إنما هي للمؤمنين المتقين كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)) سورة النحل آية 97.
والحياة الطيبة في الدنيا راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة برزق الله وإدراك لذة العبادة، وقد حكم النبي صلى تالله عليه وسلم بالفلاح والفوز في الدنيا والآخرة للمسلم الذي رزق رزقا حلالا بقدر الحاجة وقنع به فقال عليه الصلاة والسلام: " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه". رواه مسلم.
فالسعادة كلها مجموعة في طاعة الله ورسوله.
والشقاوة كلها مجموعة في معصية الله ورسوله . قال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ) ([1]) (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36) ) ([2]) ([3])
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
من كتاب :
الوسائل المفيدة
للحياة السعيدة
تأليف العلامة الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
[1] - سورة الأحزاب آية 71
[2] - سورة الأحزاب آية 36
[3] - هذه المقدمة مقتبسة من مقدمة كتابي (الهداية لأسباب السعادة).