بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:فهذه مذكرة للمهم من مقرر السنة الثانية الثانوية في المعاهد العلمية في التوحيد على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيميه، نسأل الله أن ينفع بها كما نفع بأصلها إنه جواد كريم.
شيخ الإسلام ابن تيميه :
هو العالم العلامة شيخ الإسلام تقي الدين احمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيميه ، ولد في حرّان في العاشر من ربيع الأول سنة 661هـ ، ثم تحولت عائلته إلى دمشق فكانت موطن إقامته ، وقد كان رحمه الله عالما كبيراً ، وعلماً منيراً ومجاهداً شهيراً ، جاهد في الله بعقله وفكره ، وعلمه وجسمه ، وكان قوي الحجة لا يصمد أحد لمحاجته ، ولا تأخذه في الله لومه لائم إذا بأن له الحق أن يقول به ؛ ومن ثم حصلت له محن ٌ من ذوي السلطان والجاه ،فحبس مرارا وتوفي محبوساً في قلعة دمشق في 20من شوال 728هـ.
~~~~~
الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين :
وردت هاتان الصفتان على ثلاثة أوجه : إفراد ، وتثنية ، وجمع ،
فمثال الإفراد قوله تعالى
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)(الملك: الاية1) .
وقوله تعالى
وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طـه: الاية39) .
ومثال التثنية قوله تعالى
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: الاية64).
وفي الحديث : ( إذا قام أحدكم يصلى فانه بين عيني الرحمن) ([7]).
ومثال الجمع قوله تعالى : (أولَمْ يَرَوْا أنا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أيدينا انعَأما)(يـس: الاية71) .
وقوله تعالى : (تَجْرِي بأعيننا )(القمر: الاية14) .
والجمع بين هذه الوجوه انه لا منافاة بين الإفراد والتثنية ؛ لأن المفرد المضاف يعم ،
فإذا قيل : يد الله وعين الله شمل كل ما ثبت له من يد أو عين ،
وأما التثنية والجمع فلا منافاة بينهما أيضا ؛
لأن المقصود بالجمع هنا التعظيم وهو لا ينافي التثنية .
السمع :
سمع الله تعالى من الصفات الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به ، ودليله : (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة: من الاية137).
وينقسم على قسمين:
الأول : بمعنى الإجابة ، وهذا من الصفات الفعلية ، ومثاله قوله تعالى
ان رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(إبراهيم: من الاية39) .
والثاني : بمعنى إدراك المسموع ، وهذا من الصفات الذاتية ، مثال قوله تعالى
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)(المجادلة: الاية1) .
وهذا القسم قد يراد به أيضا النصر والتأييد كقوله تعالى لموسى وهارون
إنني مَعَكُمَا اسْمَعُ وَأرَى) (طـه: الاية46).
وقد يراد به أيضا التهديد
كقوله تعالى : (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا أن اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أغنياء)(آل عمران: الاية181).
وقوله تعالى
أم يَحْسَبُونَ أنا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى)(الزخرف: الاية80) .
~ يتبع ..~