حالة الملل والسامة عند الطلاب إن سيطرت على الجو الدراسي من شانها أن تتسبب بجو غير مريح ويكون عمل المدرس دون جدوى فهو مهما بذل من جهد لن يجد أن الطلاب يتعلمون منه أي معلومة لأنهم بحالة نفسية سيئة ويسيطر عليهم الملل من الجو الدراسي
وهنا لا بد من التحرك في محاولة لإخراج الطلاب من حالة الملل المسيطرة عليهم ومنحهم شحنة من النشاط تفتح أذهانهم وتجعلهم أكثر قدرة على تقبل الدرس
وفي سبيل هذا الأمر يمكن للمدرس الاستعانة ببعض الأمور التي من شانه أن تساعده لتغيير ولكن قبل تلك الأمور هناك صفات شخصية لا بد من توفرها لدى المدرس ليتمكن من إخراج الطلاب من حالة الملل وهي :
1- وجود استعداد نفسي ورغبة صادقة لدى المعلم لإبعاد الملل عن طلابه
2- توفر الإرادة القوية وحب المثابرة لان الأمر لن ينجح بحركة أو اثنتين بل يحتاج لعمل مستمر ولتنويع الأدوات والأساليب
العوامل المساعدة لإخراج الطلاب من حالة الملل الدراسي
1- اعتماد المعلم التنويع في أساليبه الدراسية وطرق التدريس وبعد تجربة أكثر من أسلوب يتمكن المدرس حينها من اكتشاف أكثر الأساليب قربا وقبولا عند طلابه فيتمسك بها ولكن هذه الأساليب المختارة لا بد أن يتم إخضاعها أيضا للتطوير لأنها لاحقا ستتحول بدورها إلى أساليب مملة
2- ابتعاد المدرس على الاعتماد كليا على الدروس النظرة بل أيضا يجب إدماج النظري بالعملي لان الدروس العملية تحدث نوعا من التغيير عند الطالب وتجعله أكثر تقبلا للدروس
3- عدم تفرد المدرس بالكلام بل يجب أن يتيح للطلاب فرصة للحوار والمناقشة داخل الدرس وفي مضمونه لان هذا الحوار يحفز الطلاب على التفاعل أكثر والتركيز على المادة المقدمة
4- تغير قاعة الدرس بين الحين والأخر مثلا اليوم الجو جميل معتدل والدرس نظري يحتاج إلى السرد والإصغاء والشروحات البسيطة انقل الطلاب إلى ساحة المدرسة ويتم توجيههم إلى مكان مناسب تم إعداده لهم ويقدم الدرس لهم هناك
5- اقتراع أفكار مسابقات بشكل دائم على الطلاب وان يكون هناك هدايا للناجحين بالمسابقات فكلمة الهدية لها وقع رنان في أذن الجميع وتحفظ الطلاب على العمل أكثر للحصول عليها
6- العمل على الناحية النفسية للطلاب فكل مدرس بعد متابعة منه يمكنه أن يعرف الصفات النفسية والشخصية لطلابه ويعرف ما يناسبها ويتعامل وفقها هناك من يحتاج للتشجيع قدمه له وهناك من يحتاج إلى من يصغي إليه أصغي إليه وهكذا
7- نشر جو من الراحة داخل الصف ويكون هذا الأمر بالتعامل الحسن من قبل المعلم مع طلابه وبالابتسامة الأبوية الصادقة وبالتقليل من الأوامر والانتقادات للطلاب وخاصة المخطئين بل إرشادهم ومتابعتهم لتحسين مستواهم
8- وجود فواصل زمنية لدقائق داخل الحصة الدراسية يسرد من خلالها قصة قصيرة أو لعبة خفيفة أو أنشودة صغيرة لتغيير الجو قليلا
9- الاهتمام بالشرح التمثيلي مثلا لدينا اليوم درس تاريخ يحكي عن قصة تاريخية يستعاض عن الشرح بالتمثيل فيمنح كل طالب دور ويتم تمثيل القصة وهذا ينشط الطلاب ويرسخ القصة في أذهانهم
10- تبادل الأدوار بين المعلمين مثلا مدرس ذاك الصف يقوم بتدريس هذا الصف لحصة أو ليوم كامل وهذا يكسر الروتين عند الطلاب
جميل جدا أن يتمتع الطلاب بالنشاط والحيوية وان يبعدوا الملل عنهم وعن دراستهم ومتابعتهم للمعلم وان تمتع الطلاب بالنشاط كانوا أكثر عملا وأكثر قدرة على العطاء والنجاح في حياتهم التعليمية وأيضا في جوانب أخرى في حياتهم لذلك يجب أن لا يتم إهمال هذه النقطة لأنها مهمة جدا ولها تأثير كبير على الطلاب
د.وليد الفيشاوي